کد مطلب:109839 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:149
قاله للخوارج، وقد خرج إلی معسكرهم وهم مقیمون علی إنكار الحكومة، فقال علیه السلام: أَكُلُّكُمْ شَهِدَ مَعَنَا صِفِّینَ؟ فَقَالُوا: مِنَّا مَنْ شَهِدَ وَمِنَّا مَنْ لَمْ یَشْهَدْ. قَالَ: فَامْتَازُوا فِرْقَتَیْنِ، فَلْیَكُنْ مَنْ شَهِدَ صِفِّینَ فِرْقَةً، وَمَنْ لَمْ یَشْهَدْهَا فَرْقَةً، حَتَّی أُكَلِّمَ كُلاًّ مِنْكُمْ بِكَلاَمِهِ. وَنَادَی النَّاسَ، فَقَالَ: أَمْسِكُوا عَنِ الْكَلاَمِ، وَأَنْصِتُوا لِقَوْلِی، وَأَقْبِلُوا بِأَفْئِدَتِكُمْ إِلَیَّ، فَمَنْ نَشَدْنَاهُ شَهَادَةً فَلْیَقُلْ بِعِلْمِهِ فِیهَا. ثُمَّ كَلَّمَهُمْ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِكَلاَم طَوِیل، مِنْ جُمْلَتِهِ أَنْ قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَلَمْ تَقُولُوا عِنْدَ رَفْعِهِمُ الْمَصَاحِفَ ـ حِیلَةً وَغِیلَةً وَمَكْراً وَخَدِیعَةً ـ: إِخْوانُنَا وَأَهْلُ دَعْوَتِنَا، اسْتَقَالُونَا وَاسْتَرَاحُوا إِلی كِتَابِ اللهِ سُبْحَانَهُ، فَالرَّأْیُ الْقَبُولُ مِنْهُمْ وَالتَّنْفِیسُ عَنْهُمْ؟ فَقُلْتُ لَكُمْ: هذَا أَمْرٌ ظَاهِرُهُ إِیمَانٌ، وَبَاطِنُهُ عُدْوَانٌ، وَأَوَّلُهُ رَحْمَةٌ، وَآخِرُهُ نَدَامَةٌ، فَأَقِیمُوا عَلی شَأْنِكُمْ، وَالْزمُوا طَرِیقَتَكُمْ، وَعَضُّوا عَلَی الْجِهَادِ بِنَوَاجِذِكُمْ، وَلاَ تَلْتَفِتُوا إِلی نَاعِقٍ نَعَقَ: إِنْ أُجِیبَ أَضَلَّ، وَإِنْ تُرِكَ ذَلَّ. وَقَدْ كَانَتْ هذِهِ الْفَعْلَةُ، وَقَدْ رَأَیْتُكُمْ أَعْطَیْتُمُوهَا، وَاللهِ لَئِنْ أَبَیْتُهَا مَا وَجَبَتْ عَلَیَّ فَرِیضَتُهَا وَلاَ حَمَّلَنِی اللهُ ذَنْبَهَا، وَوَاللهِ إِنْ جِئْتُهَا إِنِّی لَلْمُحِقُّ الَّذِی یُتَّبَعُ، وَإِنَّ الْكِتَابَ لَمَعِی، مَا فَارَقْتُهُ مُذْ صَحِبْتُهُ. فَلَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَإِنَّ الْقَتْلَ لَیَدُورُ بَیْنَ الْآباءِ وَالْأَبْنَاءِ وِالْإَخوَانِ وَالْقَرَابَاتِ، فَمَا نَزْدَادُ عَلَی كُلِّ مُصِیبَةٍ وَشِدَّةٍ إِلاَّ إِیمَاناً، وَمُضِیّاً عَلَی الْحَقِّ، وَتَسْلِیماً لِلْأَمْرِ، وَصَبْراً عَلَی مَضَضِ الْجِرَاحِ. وَلكِنَّا إِنَّمَا أَصْبَحْنَا نُقَاتِلُ إِخْوَانَنَا فِی الْأَسْلاَمِ عَلَی مَا دَخَلَ فِیهِ مِنَ الزَّیْغِ وَالْأَعْوِجَاجِ، وَالشُّبْهَةِ وَالتَّأْوِیلِ، فَإِذَا طَمِعْنَا فِی خَصْلَةٍ یَلُمُّ اللهُ بِهَا شَعَثَنَا، وَنَتَدَانَی بِهَا إِلَی الْبَقِیَّةِ فِیَما بَیْنَنَا، رَغِبْنَا فِیهَا، وَأَمْسَكْنَا عَمَّا سِوَاهَا.
ومن كلام له علیه السلام